لماذا أصبح الشباب مهووسين بالتداول الرقمي الآن؟

من المذهل كيف تغيرت الأمور الآن. كان التداول أمراً مخيفاً لا يمارسه إلا المحترفين الذين يرتدون بدلات باهظة الثمن في كبرى المدن، لكن بدأ يتغير الوضع مع ظهور التداول الرقمي.
الآن؟ ربما يقوم ذلك الشاب البالغ من العمر 22 عاماً بمراجعة محفظة عملاته الرقمية أثناء تحضير وجبته الغداء. يستطيع المتداول أو أي شخص الآن شراء بيتكوين أو عقد صفقة ما في أي وقت حرفياً، فضلاً عن متابعة آخر الأخبار والخوض في تفاصيل هذا المجال الكبير.
ماذا حدث إذن؟ لماذا أصبح هذا الكم الهائل من الشباب مهووسين فجأة بالتداول، وماذا يخبرنا هذا عن طريقة تفكير هذا الجيل في المال؟
نشأوا في عالم رقمي، فلماذا لا يتداولون رقمياً أيضاً؟
كل شيء انتقل إلى الإنترنت منذ زمن بعيد، فالشباب اليوم يتسوقون على أمازون وتيمو، ويتصفحون تطبيقات المواعدة، ويتابعون نتفليكس بشراهة، ويتعلمون نصف مهاراتهم من يوتيوب. بالطبع، كان التداول سيتحول إلى عالم رقمي في نهاية المطاف.
بالنسبة لشخص نشأ مع الهواتف الذكية والثورة الرقمية، فإن تعلم استراتيجيات التداول قد يكون غير صعب بالنسبة له. يتيح تطبيق Exness المجال للمهتمين في التداول في عقد صفقتهم الأولى. هنالك توصيات وإرشادات ودروس تعليمية يجدها المتداول للبدء في المجال، أو حتى تطوير قدرته ووضعه على طريق الاحتراف.
أصبح الشاب متحكمين
هنالك أمر قد لا يفهمه الجيل الأكبر سناً: إذ سئم الشباب من توجيههم لما يجب فعله بأموالهم. إن الاستثمار التقليدي يعني تسليم أموال لمستشار مالي على أمل أن يكون على دراية بما يفعله، لكن مع التداول الرقمي؟ هم من يتخذ القرارات في أي وقت يختارونه.
نشأ هذا الجيل على تلقي ردود فعل فورية على كل شيء، مثل الإعجابات والتعليقات والمشاهدات. لذا، بطبيعة الحال، ينجذبون إلى نظام مالي يعمل بنفس الطريقة. صحيح أن ليس كل شخص يتخذ خيارات ذكية أو صحيحة، لكنها على الأقل خياراته الخاصة التي يعتقد أنها ستحقق أهدافه في المغامرة أو كسب المال.
هل جعلت وسائل التواصل الاجتماعي التداول… رائعاً؟
ربما يكون هذا أغرب ما في الأمر، فقد أصبح التداول، بطريقة ما، محتوى على منصات التواصل الاجتماعي. عند تصفح تيك توك، يوجد شباب في العشرين من عمرهم يستعرضون مكاسبهم من العملات المشفرة أو يقدمون نصائح حول الأسهم في مقاطع فيديو مدتها 60 ثانية. هل نصائحهم قيمة؟ من يدري. لكنها بالتأكيد تثير اهتمام الكثير من الناس.
هناك ثقافة سائدة الآن حول مشاركة نجاحات المتداول (وأحياناً إخفاقاته) عبر الإنترنت. هاشتاجات مثل #StockTok و #CryptoLife منتشرة في كل مكان. لم يعد الأمر يتعلق بكسب المال فحسب، بل يتعلق أيضاً بالقصة، والجهد، والمجتمع. في الماضي، سأل الكثيرون: ماهو التداول وكيف يمكن البدء في المجال؟ ولكن اليوم بفضل الكثير من المنصات مثل Exness أصبح الموضوع أكثر تبسيطاً، حيث توفر الكثير من المقالات والتحليلات التي تساعد الشباب في اتخاذ قراراتهم وبناء شخصية متداول واعية في عصر التداول الرقمي.
قواعد الإدارة المالية القديمة لا تناسب الجيل الجديد
قيل لآبائهم: اذهبوا إلى المدرسة، واحصلوا على وظيفة جيدة، وادخروا للتقاعد، وستكونون بخير. لكن بعض الشباب شاهدوا آباءهم يُفصلون من العمل، وتختفي مدخراتهم في أزمة اقتصادية ما، أو يعانون من الديون. العمل الجاد لم يعد يضمن الأمان كما كان في السابق.
أضف إلى ذلك قروض الطلاب، وأسعار الإيجار الباهظة، وحقيقة أن شراء منزل يبدو مستحيلاً، وفجأة يبدو المسار التقليدي غير جذاب لهم. يقدم التداول شيئاً مختلفاً، فالبعض يراها فرصة لتحقيق عوائد أكبر، ومرونة أكبر، وطريقة للخروج من نظام العمل الروتيني من التاسعة صباحاً إلى الخامسة مساءً.
صحيح، إنه محفوف بالمخاطر. ولكن عندما لا يبدو المسار الآمن مناسباً، يتخذ الكثير تجربة شيء مختلف. لا ضرر في التجربة، ولكن التداول الرقمي بوعي هو أحد الأساسيات التي يجب أخذها دائماً بعين الاعتبار.
يعلمون أنفسهم كل شيء
معظم المدارس لا تُعلِّم كل شيء مفيد عن المال أو الاستثمار. فأين يتعلم الشباب إذاً؟ توجد موارد تعليم كثيرة، مثل يوتيوب، ومواقع إلكترونية، وحتى منصات التواصل الاجتماعي التي تضم آلاف الأشخاص الذين يشاركون النصائح والاستراتيجيات. تساعد أيضاً الكثير من الأدوات، والتي يدعم بعضها الذكاء الاصطناعي، في البدء في وضع استراتيجيات صحيحة وغير متهورة.
أصبحت مواقع كثيرة وقنوات التداول على يوتيوب بمثابة مدارس أعمال غير رسمية. هل كل هذه النصائح جيدة؟ بالتأكيد لا. لكنهم يتعلمون بالممارسة، ويطرحون الأسئلة، ويكتشفون الأمور تدريجياً. وهنا يظهر وعي المتداولين، فالخطوات والقرارات المدروسة وعدم المجازفة بمبالغ لا يمكن تحمل خسارتها هي أحد أهم أعمدة النجاح في المجال، لاسيما مع التطورات الراهنة في عصر التداول الرقمي.
الجزء الأفضل؟ يمكن البدء بمبالغ صغيرة الآن. بفضل تداول الأسهم الجزئية والاستثمارات الصغيرة في العملات المشفرة، لا يحتاجون إلى آلاف الدولارات للبدء. يمكنهم التعلم حرفياً من أموالهم التي يدخرونها.
ليس كل شيء مشرقاً وجميلاً
لنكن واقعيين، قد تتفاقم الأمور بسرعة. يصبح الخط الفاصل بين الاستثمار الذكي والمقامرة المباشرة ضبابياً، خاصةً عندما يسعى الجميع وراء سهم جديد أو عملة مشفرة عشوائية.
مشاهدة الأموال ترتفع وتنخفض في الوقت الفعلي تشبه لعبة عاطفية. يوماً ما يكون المتداول عبقرياً، وفي اليوم التالي يتساءل لماذا ظن يوماً أنه فهم السوق. وعندما يخسر المال (وهو ما سيحدث في الكثير من الأحيان)، يكون الأمر مؤلماً.
لكن الجانب الإيجابي أن معظم المتداولين الشباب يتعلمون من هذه الأخطاء. إنهم يكتشفون كيفية التنويع، وإجراء أبحاثٍ حقيقية، وتطوير استراتيجياتٍ بدلاً من مجرد إنفاق الأموال على ما هو رائج على منصة ما. لذلك، يجب دراسة وتحليل السوق جيداً قبل الخوض في أي صفقة لتقليل الخسائر المحتملة.
القواعد تتغير أيضاً
بدأت الحكومات تُولي اهتماماً. مع وجود هذا العدد الكبير من الشباب الذين يتداولون بأدوات التداول الرقمي، هناك ضغوط وجهود كبيرة من الحكومات لتوفير حماية أفضل دون إضعاف الابتكار.
تُضيف التطبيقات المزيد من التحذيرات والمحتوى التعليمي والميزات لمنع الناس من اتخاذ قرارات متهورة قد يندمون عليها. بعض المنصات الآن تجعل المتداول ينتظر بضع ثوانٍ فيما يتعلق بتأكيد الصفقات، وهو أمر ذكي على الأرجح. ينصح دائماً باعتماد منصات وتطبيقات موثوقة لتجنب عمليات الاحتيال الكبيرة في المجال، مع العلم أن الكثير منها يوفر دروس وتوصيات قد تكون مساعدة للمتداولين.
الأمر معقد، وليس من السهل حماية الناس الذين لا يستطيعون اتخاذ قراراتهم المالية الصحيحة.
من عمل جانبي إلى مهنة حقيقية
بالنسبة للبعض، بدأ التداول كنشاط جانبي أو تجربة. لكن بالنسبة لآخرين، أصبح هوايتهم الرئيسية. هناك شباب بنوا علامات تجارية شخصية كاملة حول استراتيجيات التداول الخاصة بهم، أو بدأوا مشاريع تعليمية، أو حصلوا على وظائف في شركات التكنولوجيا المالية.
ما بدأ كهواية ومغامرة مع احتمالية لبعض الخسائر، تحول اليوم إلى أشخاص مؤثرين وشركات كبرى غيرت مفهوم التداول التقليدي.
هل التداول مجرد موضة عابرة؟
بصراحة؟ لا يبدو الأمر كذلك. التكنولوجيا تسهل التداول وتتيحه للجميع. الذكاء الاصطناعي والأتمتة والتحليلات المحسنة تجعل هذه المنصات أكثر ذكاءً كل عام.
إضافة إلى ذلك، هذا الجيل لا يستخدم هذه الأدوات فحسب، بل يطورها أيضاً. من منطلق أنهم يعملون في شركات التكنولوجيا المالية الناشئة، ويبتكرون روبوتات التداول الرقمي، ويتجاوزون حدود الإمكانيات.
يبدو أن هذا الأمر لن يختفي، بل ربما يكون في بدايته.
الخلاصة
انتشر التداول الرقمي بين الشباب لأنه يمنحهم ميزة نادراً ما يحصلون عليها في مكان آخر: التحكم في حاضرهم ومستقبلهم المالي. صحيح أن ليس كل شخص سيحقق ما يطمح إليه، وسيخسر الكثيرون أموالهم في نهاية المطاف.
ولكن في عالم غالباً ما يبدو متقلباً وغير عادل، فإن القدرة على التداول الرقمي ببضع نقرات على الهاتف تقدم شيئاً قوياً، وهو الأمل والإمكانات. إن الفهم الكافي، والتداول المسؤول، والخطوات المدروسة ربما تساعد الشباب على تقليل الخسائر والتوسع في مجال التداول.